- أن المتابع للحركة الثقافية علي مستوي العالم في آخر سنتين وربما أكثر، يجد ميل أغلب القراء بأختلاف ثقافتهم وأفكارهم ومرجعيتهم التاريخية، قد ذهبوا إلي الادب الروائي الروحاني، وخصوصاً فئة الشباب والتي تمثل النسبة الكبري.
- وبالطبع يمثل هذا تحولاً غريباً بعد فترة طويلة من أهتمام الناس بروايات الرعب والجريمة، أو نوع الادب الذي يتحدث عن العلاقات الرومانسية حتي الخيال العلمي.
- فبعد أزدياد الضجيج والفوضي والثورات والحروب ومعدل الجريمة بأغلب دول العالم، فلم يجد أغلب القراء حلاً سوي الهروب إلي الجانب الروحاني، أو خلق عالم موازي لعلهم يجدوا به طريقاً للسعادة، بعد أن قد تحطمت أمالهم وزادت نسبه الاكتئاب علي هذا الكوكب، لذلك لم يعد الامر قرائه للروايات الروحانية فقط، فقط تعدي ووصل لازدياد ملحوظ بلأهتمام بالموسيقي الروحانية الصوفية وفنهم ورقصاتهم وعلوم الفلك والعلوم الروحانية بشكل واسع بين الشباب، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الراعية للهروب من هذا الكوكب، ولم يسع هذا المقال إلي ذكر الكثير من الامثله ولنذكر بعضاً من الروايات التي قد أثرت بشكل حقيقي في المستوي الثقافي بالعالم وقرائه وساهمت بشكل ما بفكرة الهروب الجماعي إلي العالم الروحاني،لتعلوا الروح خارج الجسد..
- عزازيل "يوسف زيدان"
تلك الرواية التي تمثل رحلة (هيبا) الرجل المسيحي الذي قد أراد أكتشاف العلم الالاهي، وبشكل أو بآخر كان يمثل الصوفية المسيحية، مستعرضاً الكاتب وقائع وشخصيات قد حدثت بالفعل في مرحلةً ما بالتاريخ، ورحلة هيبا مع عزازيل (الشيطان) قد رأي كثيراً من القراء أنفسهم فيها، فهي تمثل لهم واقع يعيشونه بشكل يومي، وتميز يوسف زيدان بعبقرية من دمج الاحداث التاريخية مع خيالة الروائي، ليثبت لنا أن رحلة الانسان ومحاربة نفسه وعزازيل مليئه بالعناي والصعاب، ولا يوجد حل سوي الارتقاء بالروح مترفعه عن هموم ومشاكل الدنيا.
- قواعد العشق الاربعون "إليف شافاق"
الرواية التي قد تحدثت عن المرأة المعاصرة بشكل واقعي من أضطراب علاقتها الذاتية، محاولة الهروب بالعمل لتجد نفسها علي أعتاب الصوفية الاسلامية، بعلاقتها مع عزيز المؤلف، فأستطاعت الكاتبة التعبير بمنتهي الدقة عن هروب الانسان المعاصر مما يحيط به من هذا العالم التكنولوجي المجنون لعالمه الروحاني المختلي فيه بنفسه وذاته لخلق عالم موازي علي أمل تحقيق ما يصبوا إليه.
- الخميائي "بولو كويلو"
رحلة رجل يتجرد من نفسه وذاته للوصول إلي النشوة الروحيه، في بحثاً شيق وخطوات غير ثابته ليتعلم ويدرك حقيقة الاشياء.
- وكأنما تلك الروايت الثلاث التي قد تكلمنا عنها كمثال جميعاً قد أتفقوا علي أنه لكي تنجو بنفسك من معارك الحياة وغرور الدنيا، لابد لك من رحلة داخل أولاً وداخل الدنيا لتعلم وتكتشف بذاتك الحقيقة.
ولكل شخصاً منا رحله الداخلية بأختلاف الاعمار فمن يبداء رحلة صغيراً من يبدأها كبيراً مهما كان، المهم هو أكتشاف الذات فالتهروبوا من أنفسكم إليها.. لتجعل روحك تسموا.. فقد تعبنا من ألم الحياة.